الإنترنت : أما زلت هنا أيها الكتاب ، ألم تعلم أن الناس بدؤا يتركونك ويلجأون إلي ، وأنت الآن أصبحت شيئاً من الماضي.
الكتاب : رؤيتك للمستقبل غير دقيقة أيها الإنترنت، ولتعلم بأني من سوف يحمل لواء العلم والمعرفة في الحاضر والمستقبل ، فأنا النور المشع الذي لاينطفي وحياتي دائمة لا موت فيها، أنا أدب الأمة وسجلها وتراثها، أما حياتك فهي مرهونة بالطاقة التي تستمدها من الكهرباء.
الإنترنت : إني قادم بقوة أيها الكتاب ، لقد انبهر بي ملايين البشر ، الصغير قبل الكبير ، عصري هو التكنولوجيا وأصبحت في البيوت والشركات والمؤسسات ، أصبحت في متناول الناس أربط الكمبيوترات مع بعضها البعض وأصبت وسيلة فعالة وسريعة لتبادل المعلومات بين الأفراد.
الكتاب : ولكن من أنت أيها الإنترنت ؟؟ فلا أحد يعرفك فما هو تاريخك وما الجدوى منك ؟
الإنترنت : حسناً سوف أخبرك ، أول ظهور لي كان محلياً على يد وزارة الدفاع الأمريكية سنة 1969م وكان الهدف من إنشائي هو دعم الأبحاث العسكرية ثم انطلقت إلى العالمية سنة 1972م. وأصبحت وسية اتصال مع مختلف الناس وأحافظ على سرية المعلومات وتستطيع بواسطتي أن تتطلع على مختلف ما يحدث في العالم من أخبار واجتماعات ودراسات وبحوث علمية بسرعة البرق وأيضاً أنا وسيلة للترفيه ، كل هذا وتأتي لتزاحمني هنا أيها الكتاب !!
الكتاب : أما أنا فقد وجدت قبلك بقرون وأول من طبعني هم الصينيون ويعود الفضل الأكبر للعرب حيث هم من اخترعوا الورق ولا يكاد يخلو بيت عالم أو أديب أو باحث أو طالب علم مني. وتغنى بي الشعراء قديماً وحديثاً حيث قالوا :
أنا من بدل بالكتب الصحابا *** لم أجد لي وافياً إلا الكتابا
كلما أخلقته جددني *** وكساني من حلا العلم ثياباً
الإنترنت : إني معترف بفضلك أيها الكتاب ، وكلانا لا يستغني عن الآخر فليكن شعارنا " معاً نرفع لواء المعرفة ""
الكتاب : وأنا معك رافعاً شعار " معاً نرفع لواء المعرفة "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الرجاء كتابة تعليق لائق